سئل الشبلى : أيهما أفضل رجب أم شعبان؟ فقال: " كن ربانياً ولا تكن شعبانياً " ، يقرع بها أسماع من عَبَدَالله على حرف فعرفه في شعبان ونساه طوال العام، وسالت دموعه في رمضان وقحطت في غير رمضان.
لما قيل لبشر بن الحارث الحافي : إن قوماً يتعبدون ويجتهدون . فقال: بئس القوم لا يعرفون الله حقاً إلا في شهر رمضان. ويضع النقاط على الحروف فيقول: إن الصالح الذي يعبد ويجتهد السنة كلها.
أين حال هؤلاء الحمقى من قوم كان الدهر كله رمضان؟ ليلهم قيام، ونهارهم صيام، باع قم من السلف جارية، فلما قرب شهر رمضان رأتهم يتأهبون له بما لذ وطاب من الطعام والشراب فسألتهم فقالوا: نتهيأ لصيام رمضان، فقالت: وأنتم لا تصومون إلا رمضان؟!!. لقد كنت عند قوم كان كل زمانهم رمضان... ردّوني عليهم.
باع أبو عبدالله الحسن بن صالح جارية له، فلما أنتصف الليل قامت فنادت: يا أهل الديار... الصلاة.... الصلاة، قالوا: أطلع الفجر؟ قالت : وأنتم لا تصلون إلا المكتوبة؟!!. ثم جاءت الحسن وقالت: لقد بعتني لقوم سوء لا يصلون إلا المكتوبة ردّني .. ردّني؟كان الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحابته أجميعن عمله ديمة، ولما سئلت السيدة عائشة- رضي الله عنها-: " هل كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحابته أجمعين يخص يوماً من القيام؟ فقالت: لا كان عمله ديمة"
فعلى خطى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحابته أجمعين سرْ، وكن على عمل دائم حتى ينتهي سباقك، ويأتك أجلك، قال الحسن: إن الله لم يجعل لعمل المؤمن أجلاً دون الموت، ثم قرأ : (( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ))
كل وقت تقضيه في غير طاعة مولاك فقد خسرته، وساعة تغفل عن ذكر الله تكون عليك حسرة يوم لقيامة، فوا أسفاه على زمان انقضى في غير طاعته، و واحسرتاه على قلب عاش في غير خدمته.
وإليك القول على لسان ابن رجب الحنبلي:
" هذه الشهور والأعوام والليالي والأيام كلها مقادير الآجال، ومواقيت الأعمال، ثم تنقضي سريعاً، وتمضي بعيداً، والذي أوجدها وابتدعها وخصها بالفضائل باق لا يزول، ودائمٌ لا يحول، هو في جميع الأوقات إلهٌ واحد، ولأعمال عباده رقيب مشاهد"
[center]