هو خطاب إلى كل مبتلى ، وكل من سحقته المشقة والعناء نقول له (لا تحزن) هو نداء إلى كل من أحدقت به المصائب وأحاطت به النكبات وخنقته الأزمات نقول له (لا تحزن).
هي دعوةلمن فقد ابنه وفجع بثمرة فؤاده وأصيب بعصبية من أهل الدنيا ونعي إليه حبيبه تقول له (لا تحزن).
هي أمل لكل من أثقلته الديون ، عضه الفقر، وأمضته الحاجة وأحاطت به البأساء نقول له (لا تحزن).
هي مواساة لكل من أقعده المرض ونقط عيشه السقم وأغظ مضجعة الألم وشرد نومه اليأس نقول له (لا تحزن).
هي عزاء لمن أرصدت عليه الأبواب ولمن ذاق مرارة الغربة وأحتسى كأس الفراق وشرب علقم الإحباط تقول له (لا تحزن).
يا إنسان بعد الجوع شبع، وبعد الظمأ ري، وبعد السهر نوم، وبعد المرض عافية، وبعد الفقر غنى، وبعد السجن حرية.
سوف يصل الغائب ويهتدي الضال ويفك العاني وينقشع الظلام (فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده) يا إنسان بشر الليل بصبح صادق يطارده على رؤوس الجبال والسهول والأودية، إذا رأيت الصحراء تمتد وتمتد فاعلم أن وراءها رياضاً خضراء وارفة الضلال، إذا رأيت الجبل يشتد ويشتد فاعلم أنه سوف ينقطع، مع الدمعة بسمة ومع الخوف أمن، ومع الفزع سكينة، وكما قال أحدهم :
دع المقادير تجري في أعنتها ولا تبيتن إلا خالي البال
ما بين غمضة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال
[b]